لندن. لطالما حافظ الإطار القانوني الذي يحكم خدمات النقل في المملكة المتحدة على تمييز واضح بين سيارات الأجرة المرخصة وسيارات الأجرة الخاصة (PHVs). ومع ذلك، فقد أدى ظهور تطبيقات النقل التشاركي إلى عدم وضوح هذه الحدود التقليدية، مما أدى إلى تحديات قانونية حول ما إذا كانت مركبات النقل الخاصة التي تعمل مباشرةً من خلال المنصات الرقمية تأجير السيارات للإيجار - امتياز مخصص لسيارات الأجرة المرخصة. وهذا التمييز أمر بالغ الأهمية، حيث أنه يحدد ما إذا كانت الخدمة تندرج تحت نظام ترخيص سيارات الأجرة الأكثر صرامة أو تعمل بترخيص أكثر مرونة لسيارات الأجرة.
يوفر الحكم الصادر مؤخرًا عن محكمة الدرجة الأولى في القضية المتعلقة بتطبيق FREENOW توضيحًا قانونيًا مهمًا بشأن هذه المسألة (القضية رقم CA-2021-003449). كان على المحك ما إذا كانت مركبات نقل الركاب التي تستخدم التطبيق تعمل بشكل فعال كسيارات أجرة وما إذا كان المشغلون يتحملون مسؤولية تعاقدية مباشرة عن رحلات الركاب.

المسألة القانونية: سيارة أجرة أم سيارة أجرة فارهة؟
في لندن، تعمل سيارات الأجرة وسيارات الأجرة وسيارات نقل الركاب في لندن بموجب أنظمة ترخيص مختلفة:
- سيارات الأجرة المرخصة (سيارات الأجرة السوداء) يمكن رقائق للتأجيرمما يعني أنه يمكنهم نقل الركاب من الشارع دون حجز مسبق. وهم يستوفون المتطلبات التنظيمية الصارمة، بما في ذلك اجتياز اختبار "المعرفة" الذي يضمن إلمام السائقين بشوارع لندن بشكل مفصّل.
- مركبات الرعاية الصحية الأولية، على النقيض من ذلك، لا يمكن أن تقبل خدمة النقل في الشوارع. ولا يمكنها العمل إلا من خلال الرحلات المحجوزة مسبقًا، والتي يتم ترتيبها من خلال أحد المشغلين. تُعد متطلبات الترخيص لسيارات نقل الركاب الخاصة أقل صرامة نسبيًا، حيث توفر مرونة أكبر ولكنها تفرض أيضًا قيودًا على كيفية طلبها للركاب.
ركز الطعن القانوني على ما إذا كانت مركبات النقل العام عبر المشغلين الذين يستخدمون تطبيق FREENOW، من الناحية العملية, تأجير السيارات للإيجار - تعمل فعليًا كسيارات أجرة دون الالتزامات التنظيمية المقابلة. إذا كان الأمر كذلك، فإن مشغليها سيكونون مخالفين لقوانين الترخيص، مما قد يؤدي إلى اتخاذ تدابير إنفاذ أكثر صرامة أو تغييرات في كيفية عمل خدمات النقل التشاركي.
الخلفية الوقائعية
نشأت القضية من طعن قدمته مجموعة العمل التجاري المتحدة المحدودة (UTAG)، التي تمثل سائقي سيارات الأجرة السوداء في لندن. اعترضت UTAG على قرار هيئة النقل في لندن (TfL) بمنح ترخيص سيارة أجرة سوداء إلى شركة Tranopco (المملكة المتحدة) المحدودة، مشغل تطبيق FREENOW. وكانت حجتهم أن الخدمة التي يدعمها التطبيق تعمل بطريقة تشبه إلى حد كبير عمليات سيارات الأجرة، وبالتالي التحايل على التمييز القانوني بين سيارات الأجرة وسيارات الأجرة الخاصة.
وفي الوقت نفسه، طلبت شركة أوبر بيانًا بشأن الالتزامات التعاقدية لمشغلي مركبات الأجرة الخاصة. وعلى وجه التحديد، طلبت أوبر توضيحاً بشأن ما إذا كانت مسؤولية إنجاز الرحلة تقع على عاتق المشغل أو السائق بموجب قانون مركبات الأجرة الخاصة (لندن) لعام 1998.
النتائج التي توصلت إليها المحكمة
عالجت محكمة القسم مسألتين أساسيتين:
- تأجير السيارات للإيجار حكمت المحكمة بأن سيارات نقل الركاب التي تم حجزها من خلال تطبيق FREENOW لم تكن تعمل بشكل غير قانوني للتأجير (كانت تعمل عن طريق المشغلين). يتماشى هذا القرار مع حكم سابق في قضية ريدينج ضد علي، والذي خلص بالمثل إلى أن تطبيق أوبر لم يسهل عمليات الحجز غير القانوني في الشوارع. وأعاد الحكم التأكيد على أن حجوزات الركوب القائمة على التطبيق، حتى لو كانت شبه فورية، تظل متميزة قانونًا عن عمليات حجز السيارات في الشوارع.
- الالتزامات التعاقدية: أعلنت المحكمة أنه عندما يقبل مشغل مركبات النقل الخاصة (لندن) الحجز بموجب قانون مركبات الأجرة الخاصة (لندن) لعام 1998، يجب على مشغل مركبات النقل الخاصة الدخول في التزام تعاقدي لتوفير الرحلة وتحمل المسؤولية التعاقدية عن الرحلة. يتماشى هذا مع تعليل المحكمة العليا في المملكة المتحدة في قضية Uber BV ضد أسلم، والتي أكدت على المسؤوليات القانونية لشركات النقل التشاركي.
ما الذي غيّره قرار المحكمة؟
يوفر الحكم توضيحات لمشغلي مركبات النقل العام السريع، ولكنه يؤكد أيضًا على التوترات التنظيمية المستمرة:
- لسائقي سيارات الأجرة فشل سائقو سيارات الأجرة السوداء في القول بأن قدرة سيارات الأجرة السوداء على قبول الحجوزات في غضون ثوانٍ تقوض فعليًا الغرض من التمييز في الترخيص.
- بالنسبة لمشغلي مركبات نقل الركاب: ويضمن الحكم حقهم في مواصلة العمل في إطار عمل مركبات النقل العام عبر المشغلين. من خلال التأكيد على أن الحجوزات القائمة على التطبيق لا تعادل تأجير السيارات للإيجار، يدعم الحكم نموذج أعمال منصات النقل التشاركي مع فرض مسؤوليات تعاقدية على المشغلين.